بالطبع، قد يرتكب البشر أخطاءً في معاملاتهم رغم سنوات خبرتهم ومعرفتهم، لكنهم سيتمكنون بالتأكيد من التحكم بالسوق بشكل أكبر، وستقلّ نسبة الأخطاء بشكل كبير. لذا، عليك دائمًا التريّث لاكتساب الخبرة والمعرفة لتصبح مستثمرًا متكاملًا. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا لك.
أخطاء شائعة في الاستثمار تؤدي إلى إهدار أموالك!
في هذا القسم سنذكر بعض الأخطاء الشائعة في الاستثمار:
1- عدم التنويع المناسب
لا تضع كل بيضك في سلة واحدة. هذه المقولة الشهيرة تُعبّر عن جميع تفسيرات هذه الفقرة بشكل جيد. أي أنه ينبغي عليك كمستثمر توزيع أموالك على أصول وأسواق مختلفة لتقليل خطر خسارة جزء من رأس مالك أو كله.
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المستثمرون المبتدئون استثمار جميع أصولهم في فئة أصول أو شركة واحدة. قد تبدو هذه الاستراتيجية مربحة على المدى القصير، لكنها محفوفة بالمخاطر بالتأكيد على المدى الطويل.
على سبيل المثال، إذا استثمرت في سوق الأسهم، ينبغي أن يكون لديك محفظة من أسهم قطاعات مختلفة، بحيث إذا خسر سهم واحد، تغطيه أسهم أخرى. قد تواجه بعض الشركات مشاكل أو اختلالات مالية، وفي هذه الحالة قد تخسر كل استثمارك في ذلك السهم وتتكبد خسارة فادحة.
يُنصح أيضًا بدراسة عدة أنواع من أسواق الاستثمار. على سبيل المثال، تُعد سوق الأسهم، والذهب، والعقارات، والسيارات، وصناديق الدخل الثابت، وغيرها من الخيارات المتاحة لتنويع استثماراتك. نتيجةً لهذا التنويع، ستنخفض مخاطر استثمارك بشكل كبير.
2- اتخاذ القرارات العاطفية والوجدانية
ينبغي على المستثمر أن يتصرف كالروبوت في عملية استثمار وإدارة أصوله. تُجري الروبوتات معاملاتها دون عاطفة، وتستند إلى أحداث منطقية لاتجاهات السهم أو المشروع. لكن البشر يتخذون بعض قراراتهم بناءً على عواطفهم نتيجةً لبعض الأحداث المفاجئة التي قد تحدث في مشروع استثماري، مثل انخفاض مفاجئ وحاد في مخطط نمو السهم، مما يمنعهم من تحقيق الأرباح.
يجب على المستثمر ضبط عواطفه وانفعالاته بدقة عند اتخاذ القرارات، وعدم السماح لها بالتدخل في هذا العمل. ففي الأسواق المالية، تلعب العواطف دورًا كبيرًا، ويتخذ العديد من المستثمرين قرارات خاطئة بسبب تقلبات الأسعار قصيرة الأجل. في الأسواق المالية، مثل الفوركس، غالبًا ما يستخدم صانعو السوق هذه الفخاخ لخداع المستثمرين ودفعهم إلى الشراء أو البيع بناءً على العواطف.
في مثل هذه الحالات، التي قد تحدث في أي سوق، يبيع المستثمرون أسهمهم في حالة ذعر خوفًا من خسارة رأس المال. من ناحية أخرى، عندما ترتفع الأسعار بسرعة، يميل الناس إلى الشراء دون تحليل دقيق وعقلاني، مما يؤدي حتمًا إلى الخسائر.
لكي تنمو رأس مالك وتنجح في تحقيق الأرباح، عليك أن تتجنب هذا الخطأ الشائع ولا تترك قراراتك للعواطف والمشاعر.
شاهد ايضا”
3- عدم وجود خطة واستراتيجية محددة للاستثمار
من أهم أسباب فشل الاستثمار غياب خطة واستراتيجية واضحة. يدخل الكثيرون الأسواق المالية دون هدف واضح، ويتصرفون عشوائيًا بناءً على توقعاتهم الشخصية، بدلًا من اتباع استراتيجية ثابتة ومحددة.
إن وجود استراتيجية جيدة إلى جانب خطط مكتوبة جيدًا تتضمن أهدافًا مالية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، إلى جانب مؤشرات مثل تحمل المخاطر والأفق الزمني، يمكن أن يكون له تأثير كبير على زيادة عوائد الاستثمار.
4- عدم الاهتمام بتكاليف الاستثمار والرسوم
عند التنبؤ بالعائد الفعلي للاستثمار، يُؤثِّر حساب الرسوم والتكاليف والضرائب تأثيرًا كبيرًا. وللأسف، يُغامر العديد من المستثمرين بالاستثمار دون مراعاة هذه المسألة، ليواجهوا لاحقًا تكاليف خفية كالرسوم والضرائب المرتفعة، وغيرها.
قد يؤدي هذا إلى خسارة جزء كبير من رأس المال على المدى الطويل، مما يُقلل عائد الاستثمار بشكل كبير. لذلك، يُساعد الوعي بالتكاليف الخفية المستثمرين بشكل كبير في اختيار منصة الاستثمار المناسبة.
5- عدم الاهتمام بحد الخسارة في الاستثمار
من الأخطاء التي يرتكبها العديد من المستثمرين عدم اتباع أوامر وقف الخسارة. في الأسواق المتقلبة، مثل أسواق الأسهم والفوركس والعملات المشفرة، يُعدّ تحديد أمر وقف الخسارة أمرًا بالغ الأهمية، إذ يُمكنه منع الخسائر الكبيرة الناتجة عن تقلبات الاتجاه.
يعني وقف الخسارة أن يحدد المستثمرون نطاقًا سعريًا محددًا للبيع عنده، وإذا وصل السعر إلى هذا المستوى، فسيسحبون رؤوس أموالهم ويبيعون. تُستخدم هذه الاستراتيجية لإدارة المخاطر ومنع الخسائر الكبيرة والضارة، وستكون فعالة إلى حد ما في حماية رأس المال.
تتضمن فوائد تحديد حد وقف الخسارة في الاستثمار ما يلي:
- منع المزيد من الخسائر
- إدارة العواطف وتجنب القرارات العاطفية
- حماية رأس المال من التقلبات المؤقتة في السوق
- عدم الاعتماد على التحليلات الناقصة والآمال الكاذبة
- المساعدة في تحديد نقاط الدخول والخروج المناسبة
كما شرحنا في هذا القسم، فإن تجاهل أمر وقف الخسارة قد يؤدي إلى خسائر فادحة في استثماراتنا. لذا، تعلم كيفية استخدام أمر وقف الخسارة.
6- عدم البحث والتحقيق قبل الدخول في سوق رأس المال
من الأخطاء الشائعة في الاستثمار عدم إجراء بحث قبل دخول السوق المالية. لا ينبغي للمستثمر شراء أو بيع أصوله دون إجراء البحث والتحقيق اللازمين. لكل سوق مالي تعقيداته الخاصة التي تتطلب المعرفة والتشاور مع ذوي الخبرة والبحث في أوقات مختلفة لتحقيق النجاح.
يستثمر بعض المبتدئين في مشاريع بناءً على نصائح من أشخاص غير مطلعين دون تحليل دقيق. بينما يعتمد آخرون على التحليل الفني أو الأساسي فقط كمعيار لاختيار مشروع استثماري، وهو أمر غير صحيح.
7- عدم الاهتمام بمنظور وقت الاستثمار
يُعدّ الاهتمام بالأفق الزمني للاستثمار أحد معايير النجاح في هذا المجال. فالمبتدئون، بسبب حماسهم لتحقيق أرباح قصيرة الأجل، لا يملكون أفقًا زمنيًا مناسبًا لاستثماراتهم. وهذا خطأ يقع فيه كثير من المستثمرين، ويؤدي إلى تأخير تحقيق الأرباح أو تحقيق أرباح أقل من المتوقع.
في جميع أنحاء العالم، حققت الاستثمارات طويلة الأجل عوائد أعلى، بينما تتسم الاستثمارات قصيرة الأجل بالتقلب وتتطلب وقتًا طويلًا. ولكن عليك اختيار الفترة الزمنية التي ترغب بالاستثمار فيها. قصيرة الأجل أم طويلة الأجل؟ تعني الاستثمارات طويلة الأجل الاستثمارات التي استمرت لمدة ستة أشهر على الأقل. أما الاستثمارات قصيرة الأجل، فعادةً ما تكون فتراتها يومية أو شهرية (أقل من ستة أشهر).
إن الاهتمام بالفترة الزمنية والالتزام بها يمنع المستثمر من سحب أمواله قبل الأوان. يشعر البعض بخيبة أمل خلال فترة استثمارهم بسبب الأحداث السياسية والتقلبات الحادة، ويشعرون بالفشل في هذا الصدد. لذلك، على سبيل المثال، إذا اخترت فترة استثمار طويلة الأجل، فالتزم بها ولا تلتفت إلى التقلبات قصيرة الأجل.
الخاتمة والملاحظات الختامية
لا شك أن تجنب هذه الأخطاء سيساعد المستثمر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية، مما يزيد من فرص نمو رأس المال وتحقيق الأرباح. يتطلب الاستثمار عمومًا تخطيطًا دقيقًا، ووعيًا بالمخاطر، وتثقيفًا مستمرًا. بتجنب الأخطاء الشائعة المذكورة أعلاه، ستزيد فرص نجاحك في التداول والأسواق المالية، مما يؤدي إلى عوائد أعلى على استثمارك. سنكشف بالتأكيد عن المزيد من الأخطاء الشائعة مستقبلًا.
