وفقًا للدكتورة إيرين ليفين، عالمة النفس، لا تنسَ أنك تتحدث عن مال قد تحتاجه أنت نفسك. حتى لو كنت متأكدًا من أن الطرف الآخر سيرد لك المال، فلا يمكنك ولا ينبغي لك اتخاذ قرار إقراض المال باستخفاف.
ويحدد الخبراء الماليون 5 مبادئ رئيسية فعالة في اتخاذ القرارات بشأن هذه القضية.

المبدأ الأول: أجب بنعم فقط إذا كنت متأكدًا بنسبة 100% لإقراض المال.
وفقًا للدكتور ليفين، إذا كنت تفكر فيما يقوله الآخرون أو تشعر بالذنب، فقل “لا” دون تردد. إذا اضطررت لإقراض الآخرين (لمجرد الوفاء بوعدك)، فقد تشعر بالاستياء والاشمئزاز من الطرف الآخر، وقد تتضرر علاقتكما حتى قبل استحقاق السداد. مع أن صديقك أو معارفك ليس مذنبًا، كان بإمكانك أن تقول “لا”! إجابتك السلبية لا تعني أنك أناني أو سيء في نظر أصدقائك المنطقيين، بل إنها تمنع حتى تدمير علاقتكما.
تنصح ليفين بقول “لا” بلطف ولباقة، مثل: “أتمنى لو أستطيع مساعدتك، لكن ليس لديّ هذا القدر من المال حاليًا”. إذا شعرتَ بالحاجة إلى التوضيح، فاذكر نفقات إضافية حديثة، مثل استبدال ملابسك القديمة أو الادخار لحفل زفاف طفلك. بعد ذلك، يمكنك تقديم بعض الدعم المالي لشريكك من خلال تقديم اقتراحات. سيتقبل الصديق أو القريب الرفض وسيشعر بالامتنان لاقتراحاتك. إذا أزعج سماع الرفض شريكك، فقد يكون من الأفضل إنهاء العلاقة قبل أن تتفاقم الأمور المالية.
المبدأ الثاني: لا تفكر في إقراض المال إلا إذا كنت مستعدًا لخسارته.
سيبذل صديقك أو قريبك أو معارفك قصارى جهدهم لردّ ثقتك، ولكن وفقًا للمخطط المالي بايرون إليس، قد تحدث أمور تمنعك من سداد المال في الموعد المحدد. عندما يقع المقترض في مشكلة، ستكون أنت، كصديق مقرب أو فرد من العائلة، في أسفل قائمة الدائنين، بعد البنك، وأقساط السيارات، والغرباء، وما إلى ذلك! الآن، إذا كنت بحاجة إلى أموالك، فليس من الصعب تخيل القلق والتوتر اللذين ستشعران بهما.
لذا كن مستعدًا للأسوأ وأقرض ما يكفي من المال حتى لا تتعرض فواتيرك ومدخراتك وأهدافك المالية وعلاقاتك الاجتماعية للخطر إذا لم يتم سدادها أبدًا.

شاهد ايضا”
المبدأ الثالث: تحديد فترة وطريقة السداد والتسوية بشكل دقيق بعد إقراض المال.
أقرض مهران أخاه مبلغًا من المال لشراء منزل قبل عامين. لم يتحدثا عن السداد؛ إذ ظنّ مهران أنه سيرد الدين لأخيه عندما يخفّ عبء السداد. لكن الآن، وبعد عامين، يبدو أن أخاه لم يكن يفكر مثله. مهران ليس منزعجًا جدًا من عدم رد أخيه له، وربما لم يذكر ذلك بعد، ولكن بما أنه يريد الاستثمار بنفسه، فإن استلام المال سيكون عونًا كبيرًا له. كان خطأ مهران أنه ظنّ أنه وشقيقه يفكران بنفس الطريقة بشأن السداد؛ وهو موقف كان من الممكن تجنّبه بتحديد شروط ومواعيد السداد بدقة.
يوصي إليس بوضع شروط سداد مقبولة للطرفين، حتى وإن بدت رسمية وعملية. حدّد مدة السداد وعدد الأقساط الممكنة. سيُصحّح هذا الاعتقاد الخاطئ بأنك لا ترغب في استرداد أموالك، كما يمنع المقترض من تأجيل الدفعات بحجة عدم حاجتك للمال.
لا بأس باسترداد مبلغ يزيد قليلاً عن المبلغ الذي اقترضته. وهذا شائعٌ خاصةً في الدول ذات معدلات التضخم المرتفعة.
المبدأ الرابع: اكتب دائمًا المبلغ وشروط سداد إقراض المال.
تتلاشى الذاكرة، وتتغير الأولويات، وتحل التكهنات محل الاتفاق الأصلي. ونتيجةً لذلك، تتضرر الصداقات والعلاقات الأسرية. ووفقًا لإيليس، فإن الاتفاق المكتوب يجعل المقترض يأخذ الأمر على محمل الجد ويبذل جهدًا أكبر للسداد في الموعد المحدد. وبهذه الطريقة، في حال تأخر السداد، لن يُشكّل الاتفاق المكتوب مشكلة، ولن يقتصر الأمر على مصالح ودية أو عائلية.
يمكنك ببساطة تدوين شروط الدفع والاحتفاظ بنسخة منها دون الحاجة إلى آليات قانونية أو استشارة قانونية. إذا كانت شروط الدفع أكثر تعقيدًا، كأن يُطلب ضمان أو شيك، أو كان مبلغ القرض كبيرًا، فمن الأفضل صياغة اتفاقية قانونية.
يُفضّل تضمين تواريخ ومبالغ الأقساط، وتاريخ السداد الكامل، والمبلغ الإجمالي المستحق، وأي غرامات تأخير (إن وجدت) أو فوائد في اتفاقيتك. أدرج معلومات الاتصال، والعناوين، وتوقيعات الطرفين في نموذج الاتفاق. لمزيد من الحزم، يُمكنك طلب سند إذني من المقترض.

المبدأ الخامس: لا تتجاهل أبدًا التأخر في سداد الأقساط.
إذا لم يصل المبلغ إلى حسابك في الموعد المحدد، فلا تتجاهل التأخير وتتذرع بأعذار لعدم المتابعة؛ فهذا خطأ، وسيجعل الطرف الآخر يعتقد أن موعدك ليس مهمًا.
الحساب هو الحساب يا أخي! دع المجاملات جانبًا. بهذه الطريقة، لن يشعر أيٌّ منكما بأن الآخر يستغله. إذا فرضتَ غرامة تأخير على التأخر في السداد ، فلن تضطر لتذكير الطرف الآخر باستمرار بموعد السداد، وستهدأ أعصابك.
من المنطقي تحديد فترة سداد إقراض المال مدتها خمسة أيام. إذا كنت تعاني من أعراض أكثر خطورة، مثل التأخر المتكرر في السداد أو عدم الرد على المكالمات، فمن الأفضل طلب المشورة القانونية. إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق، فتوجه إلى المحكمة.








